ما هي المرارة؟
المرارة هي عبارة عن عضو صغير على شكل حويصلة يقع أسفل الكبد مباشرة. والهدف من وجوده هو تخزين العصارة الصفراوية، وهي مادة تساعد على هضم الدهون، فعند دخول الطعام إلى الأمعاء الدقيقة من المعدة، تتلقى المرارة إشارة لبدء الانقباض وإطلاق العصارة الصفراوية في الأمعاء.
تتكون العصارة الصفراوية من الماء والأملاح الصفراوية والكوليسترول، من بين أشياء أخرى. يمكن أن تشكل المرارة رواسب تعرف باسم الأحجار أو الحصاة المرارية إذا كان العصارة الصفراوية تحتوي على الكثير من الكوليسترول والأملاح الصفراوية غير كافية، أو إذا كانت المرارة لا تفرغ بشكل صحيح. هذه الحجارة هي أحد أشكال مرض المرارة، لكن يمكن أن يكون لديك حصاة في المرارة دون أن تلاحظي أي أعراض.
يشمل مصطلح “مرض المرارة” الالتهابات والعدوى والحصاة وانسداد المرا رة.
ما هو المغص المراري؟
يحدث المغص المراري نتيجة انسداد في قنوات المرارة. إذا كان العصارة الصفراوية غير قادرة على الخروج من المرارة، ربما بسبب حصاة، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث التهاب. وبما أن العصارة الصفراوية لا تدخل الأمعاء الدقيقة، فإن الدهون في النظام الغذائي لا تتحلل أثناء عملية الهضم، يمكن أن يسبب هذا ألماً في الجزء العلوي من البطن والظهر، وكذلك الغثيان والقيء.
يتسبب المغص المراري بحدوث ألم حاد في الجزء العلوي من البطن يظهر بعد ساعة إلى ساعتين من تناول وجبة غنية بالدهون. قد يستمر الألم بضع دقائق إلى عدة ساعات.
قد يعاني بعض الأشخاص أيضاً من ألم بين عظم الأكتاف أو أسفل الكتف الأيمن، بالإضافة إلى الألم والغثيان. يمكن أن يسبب المغص المراري غازات أو انتفاخاً في البطن أو تعرق أو الشعور بالبرد أو الحمى.
كيف يؤثر الحمل على المرارة؟
تسبب هرمونات الحمل، وخاصة هرمون البروجسترون، استرخاء أنسجة العضلات في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك المرارة، الأمر الذي يؤدي إلى بطئ إفراز المرارة للعصارة الصفراوية وبالتالي تشكيل حصوات المرارة. تتعرض النساء الحوامل اللاتي لديهن بالفعل حصوات في المرارة لخطر أكبر، إذ يحول وجود هذه الحصوات دون إفراز العصارة الصفراوية.
المشكلة في اكتشاف مرض المرارة أثناء الحمل هي تشابه أعراضه مع أعراض الحمل المبكرة مثل غثيان الصباح. قد وصي طبيبك بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية إذا استمرت الأعراض إلى ما بعد الثلث الأول من الحمل، أو إذا اشتبهت أنت أو طبيبك في وجود مشاكل تتعلق بالمرارة، الفحص بالموجات فوق الصوتية هي الطريقة الأكثر فعالية لتشخيص مرض المرارة.
إذا عانيت في وقت سابق من مشاكل في المرارة، فأخبري طبيبك حتى يتمكن من مراقبتك أثناء الحمل ومنع الأمر من أن يزداد سوءاً.
هل أنا معرضة لخطر الإصابة بمرض المرارة؟
النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض المرارة عن الرجال. أنت أكثر عرضة للإصابة بمرض المرارة إذا كان لديك تاريخ عائلي للمرض، أو كان أحد أفراد عائلتك يعاني من زيادة الوزن (حتى لو كانت زيادة معتدلة فقط)، أو أن نظامهم الغذائي عالي الدهون أو الكوليسترول، أو أنهم مصابين بالسكري، أو أنهم من أصول مكسيكية أو أمريكية.
عُرِفَ مرض المرارة باسم آلام المرأة الأكبر سناً، إلا أنه يتم تشخيص المزيد من النساء الأصغر سناً بمرض المرارة مع زيادة السمنة بينهن.
تظهر أعراض مرض المرارة في الثلث الثالث من الحمل أو بعد الولادة، لكن يمكن أن تظهر الأعراض في وقت مبكر من الحمل عند الأشخاص المعرضين لخطر أكبر لمرض المرارة.
كيف يتم علاج مرض المرارة أثناء الحمل؟
يكون الهدف من العلاج أثناء الحمل تقليل حدوث الأعراض والمضاعفات بشكل عام، من ثم علاج المرض نفسه بعد الحمل.
الخطوة الأولى في علاج المرارة الملتهبة هي تغيير نظامك الغذائي وتناول كميات أقل من الأطعمة الدهنية، ويعني هذا أن المرارة ستضطر إلى العمل بشكل أقل. قد تكون هذه الخطوة وحدها كافية لتخفيف الأعراض بالنسبة لكثير من النساء، ويمكن لممارسة التمارين الرياضية بانتظام أن يكون مفيداً أيضاً.
سيقوم طبيبك بتقييم آثار المرض ومخاطر إجراء جراحة، إذا وصف لك دواءً لمشكلة المرارة ولم يقم بإعطاء الراحة الكافية. يتم تجنب إجراء أي عملية جراحية أثناء الحمل بشكل عام لتجنب المخاطر المتوقعة. ولكن إذا كان الالتهاب شديداً، أو إذا كان هناك عدوى أو مغصاً حاداً فقد يكون إجراء العملية أمراً ضرورياً لمنع حدوث مضاعفات أكثر خطورة.
إذا كنت بحاجة إلى جراحة المرارة، فمن المحتمل أن يتم ذلك بالمنظار، إذ يقوم الجراح بعمل شقين صغيرين في البطن، ويقوم بإدخال الأدوات الجراحية ومنظار البطن. يحتوي منظار البطن على كاميرا صغيرة تنقل صورة للأعضاء إلى شاشة فيديو.
يمكن بعد ذلك إزالة المرارة دون الحاجة إلى إحداث شق كبير، مما يعني ألم أقل ومعافاة أسهل.
هل يؤثر مرض المرارة على طفلي؟
لا يؤثر وجود الحصوات بشكل مباشر على طفلك، ومع ذلك يمكن أن يتأثر طفلك بعواقب المرض. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تعانين من التهاب أو عدوى أو غثيان وقيء، فقد تعيق هذه الأمور قدرتك على الحصول على تغذية جيدة، مما يؤثر على طفلك.
هل يمكن أن أصاب بمشاكل في المرارة بعد الحمل؟
ليس من غير المألوف ظهور أعراض مرض المرارة بعد شهرين إلى أربعة أشهر من الولادة، وقد يكون هذا بسبب هرمونات الحمل التي أدّت إلى تطوّر المشكلة خلال الأشهر التسعة السابقة. وقد تكون التغيرات في مستويات الهرمونات بعد الولادة هي السبب أيضاً.
قد تنتج مشاكل المرارة أيضاً بسبب فقدان الوزن بشكل سريع بعد الولادة، إذ يتراكم الكوليسترول الزائد في الحويصلة الصفراوية عندما تحرق الدهون بسرعة، مما قد يتسبب في تكوّن حصاة في المرارة.
للتقليل من خطر الإصابة بحصوات المرارة بعد الحمل، يمكنك تناول نظام غذائي غني بالألياف يتضمن الكثير من الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة. وحاولي المحافظة على معدل نقصان وزنك بعد الولادة بحيث لا يزيد عن رطلين في الأسبوع، وقومي بممارسة التمارين الرياضية كثيراً.
إذا كنت مصابةً بمرض المرارة وتم السيطرة عليه أثناء الحمل ولم يكن هناك حاجة لإجراء عملية جراحية، فمن المهم إجراء متابعة لتقييم الوضع. إذ يمكن أن تظهر الأعراض في فترة ما بعد الولادة أو في وقت لاحق من العمر، لذلك عليك إجراء تقييم للوضع عندما لا يكون هناك ألم. قد يوصي طبيبك بإزالة المرارة لتجنب حدوث حالة طارئة في وقت لاحق.