ما مدى انتشار العنف الأسري؟
العنف المنزلي شائع للغاية؛ إنها مأساة شخصية ومشكلة صحية كبيرة جداً.
لا يوجد فئة معينة تتعرض للعنف، فالعنف المنزلي لا يميز بين النساء، وضحاياه تكون من جميع الأعمار والأعراق والأديان والقوميات والخلفيات التعليمية والتوجهات الجنسية والمجموعات الاجتماعية والاقتصادية. غالباً لا تبلغ النساء عن سوء المعاملة لأنهن يجدن صعوبة في توضيح أنهن ضحايا أو يلومن أنفسهن على المشكلة.
ليس من السهل الاعتراف أو إدراك أن الشخص الذي تحبينه أو الذي أحببته ذات مرة أو من هو والد طفلك هو من يسيء معاملتك. كثير من النساء يخشون أيضاً من الانتقام.
هل يمكن للحمل إصلاح الزوج الذي يمارس العنف الجسدي؟
هذا غير محتمل. إن الحمل قد يكون له تأثير معاكس على الزوج المسيء.
حتى إذا بدا أن زوجك كان يتفاعل إيجابياً مع خبر حملك، فليس هناك ما يضمن أنه لن يعود للعنف مرة أخرى في مرحلة ما. إذا قام رجل بضرب شريكته مرة واحدة، فمن المحتمل أن يفعل ذلك مرة أخرى. يمكن أن يسبب الحمل ضغوطاً في أي علاقة، وهو سبب شائع للعنف المنزلي.
لا يعتبر السلوك الجيد تنبؤاً بما سيحدث لاحقاً، لأن الاعتداء غالباً ما يتبع نمطاً محدداً: زيادة التوتر يجعل المرءعنيفاً، ثم هناك مرحلة شهر العسل إذ يحاول الشخص استمالة شريكته أو التعويض عن سوء معاملتها بكونه محباً ولطيفاً. يبدأ العنف والإساءة لاحقاً، وغالباً ما يزداد العنف مع كل حادثة.
هل يكون العنف الأسري جسدي دائماً؟
لا. يمكن أن يشتمل العنف المنزلي أيضاً على سلوك يؤدي إلى ضرر نفسي أو محاولات للحفاظ على السلطة والسيطرة من خلال التخويف أو الإكراه. إن النعت بأسماء سيئة والإذلال والانتقاد المستمر ومحاولات عزل المرأة عن أصدقائها أو أسرتها والغيرة الشديدة وتقييد الحرية الشخصية والسيطرة المشددة على الشؤون المالية للأسرة والتهديدات بالضرر الجسدي كلها دلالات مميزة على العنف. إذا كانت امرأة ما تحت سيطرة شريكها وتعيش في خوف، فهي ضحية للعنف المنزلي. الاعتداء العاطفي وحده يمكن أن يترك ندبات عميقة وموهنة بداخلها.
لا يجب أن تحدث إساءة المعاملة كل يوم أو كل أسبوع حتى يتم تصنيفها على أنها عنف منزلي.
ما هي احتمالات قيام زوجي بإيذاء طفلي؟
لا تشكل الإساءة خطراً عليك فحسب، بل على طفلك أيضاً، خاصة إذا كنت تتعرضين للضرب في البطن. إن إساءة الزوج أثناء الحمل ترتبط بزيادة خطر الإجهاض، وانخفاض وزن الطفل عند الولادة، وتعرض الجنين للإصابة أو وفاته.
لا يتوقع أن يتحسن الوضع بمجرد ولادة طفلك، فغالباً ما يصبح طفلك ضحية أخرى في دورة العنف تلك.
حتى إن لم يتعرض الأطفال للعنف، فإن رؤيتهم لشخص بالغ يسيء معاملة زوجته أو شريكته داخل المنزل يعرضهم لخطر العنف أو الدخول في علاقة يملؤها العنف عندما يكبرون. كما أنهم معرضون بشكل كبير لخطر الاكتئاب والعديد من المشكلات النفسية والسلوكية الأخرى.
كيف يمكنني مساعدة صديقة حامل قد تتعرض للعنف الأسري؟
شاركيها اهتمامك واسأليها كيف يمكنك المساعدة. شجعيها على التواصل للحصول على الدعم والمشورة. لا أحد يستحق أن يتعرض لسوء المعاملة.
ذكّر صديقتك أن الإساءة ليست خطأها، وإنها مشكلة شريكها وحده. شجعيها على التحدث مع محام للعنف الأسري، ووضع خطة للسلامة، والثقة بطبيبها، الذي يمكنه أيضاً مساعدتها في الوصول إلى الخدمات المحلية.
دعيها تعرف أنها ليست وحدها، وحاولي أن لا تكوني متحيزة طوال الوقت وادعميها.