ما المقصود بالراحة في الفراش؟
تُطلب الراحة في الفراش من ما يقرب من 1 من كل 5 نساء في مرحلة ما أثناء الحمل، إذ يطلب منها أن تقضي الكثير أو كل وقتها مستلقيةً في الفراش داخل المنزل. قد يحدث هذا في أي مكان، ويستمر من بضعة أيام إلى بضعة أشهر، بحسب الحالة. لا يوصي الأطباء بالراحة في الفراش لأنه ليس هناك الكثير من الأدلة التي تثبت أن ملازمة الفراش تؤدي إلى حمل أو ولادة أكثر صحة.
على الرغم من أن ملازمة السرير قد تبدو جيدةً بالنسبة للسيدات المرهقات في بداية الأمر، إلا أن معظم النساء تجدن أن ملازمة السرير، حتى لو لبضعة أيام، أمر غير مريح وممل وغير ملائم لهن، فإذا أصبحت الأيام أسابيع، فقد تشعر السيدات بالتعذيب أكثر من الاسترخاء.
هل يتوجب علي البقاء في السرير طوال الوقت؟
على الاغلب لا، ويتوجب على الطبيب تحديد وتوضيح تقييد النشاط، إذ أنه ليس هناك أي تعريف ثابت للراحة في الفراش. فإذا كان يوصي بتقييد النشاط، فقد يُنصح بالبقاء في المنزل والراحة في السرير ولكن يمكنك الاستيقاظ لتناول الغداء، والانضمام إلى أسرتك على طاولة العشاء والاستحمام. أو قد يُنصح بتقليص أنشطتك العادية والاستمتاع بها بسهولة، والراحة في الفراش لبضع ساعات فقط كل يوم.
قد تعني الراحة في السرير، في بعض الأحيان، قضاء معظم اليوم في السرير، ومغادرة السرير فقط للذهاب إلى المواعيد الطبية، واستخدام الحمام والاستحمام. إذا كنت تقضين معظم اليوم في السرير، فقد يُطلب منك الاستلقاء على جانبيك، للتقليل من ضغط الرحم الثقيل على الأوعية الدموية المهمة التي تعيد الدم إلى القلب.
لماذا يُوصى بالراحة في الفراش في بعض الأحيان؟
يُوصى بالراحة في السرير بسبب مضاعفات الحمل المختلفة والتي تتداول من عقود، فعلى سبيل المثال، فغالباً ما يوصى بذلك إذا كنت حاملاً بتوأم (أو أكثر)، أو لديك ضعف في عنق الرحم، أو تكوني معرضة لخطر الولادة المبكرة.
قد يوصي الطبيب بذلك أيضاً إذا اشتبه في أن طفلك لا ينمو بشكل صحيح في الرحم أو إذا كانت المشيمة لديك منزاحة (انخفاض المشيمية بشكل غير طبيعي في الرحم، وتغطية عنق الرحم).
أخيراً، قد يُوصى بالراحة في الفراش إذا كنت تعانين من ارتفاع ضغط الدم الخفيف أو تسمم الحمل، على أمل أن يحافظ بقاؤك في السرير على ضغط دمك.
ماذا علي أن أفعل إذا أوصى الطبيب بملازمة الفراش؟
اطلبي منه مناقشة إيجابيات وسلبيات الأمر معك، وإذا قرر كلاكما أن الراحة في الفراش فكرة جيدة بالنسبة لك فاعلمي مستوى النشاط المسموح لك به – وما إذا كان من المفترض أن تبقي في السرير لمعظم اليوم، أم أن تحصلي على فترات راحة بانتظام طوال اليوم، أو ما بينهما.
قومي بعد ذلك بالتحدث إلى عائلتك وأصدقائك وصاحب العمل وقومي بوضع خطة. ستحتاجين إلى تجهيز نظام دعم لمساعدتك كي تمر الأيام.
قد يفيدك الحصول على المشورة إذ أنه من المحتمل أن تشعري بالتشتت بين التزامك تجاه طفلك الذي لم يولد بعد وبين عائلتك أو وظيفتك. يمكن أن تكون الاستشارة مفيدة لزوجك أيضاً إذا كان أمر راحتك في الفراش يؤثر على علاقتكما.
هل هناك أبحاث تثبت أن الراحة في الفراش تساعد؟
كان هناك القليل من الدراسات حول ما إذا كانت الراحة في الفراش تساعد في تقليل خطر حدوث الولادة المبكرة، ولم تعط البيانات المتاحة أي دليل مقنع لتبرير التوصية بها.
لا يوجد أيضاً أي دليل على أن الراحة في الفراش مفيدة للنساء اللاتي تحملن توائم، أو اللائي يعانين من المشيمة المنزاحة أو قصور عنق الرحم أو تقييد النمو داخل الرحم. كانت نتيجة بعض الأبحاث لحالات الحمل بتوائم دون مضاعفات أن الراحة في الفراش في المستشفى مرتبطة بزيادة خطر حدوث الولادة المبكرة.
تشير بعض الدراسات إلى أن الراحة في الفراش تفيد في ارتفاع في ضغط الدم، بينما تنفيه دراسات أخرى.
يقول البعض أنه وحتى ظهور دليل جيد يثبت عكس ذلك، فإن أمر كهذا يستحق التجربة. هناك جدل قائم حول أن الراحة في السرير بحد ذاتها يمكن أن يكون لها العديد من الآثار السلبية المتنوعة على النساء، وأنه لا يجب أن يقمن بذلك حتى يتم التحقق من أنه يفيد أكثر من أن يسبب الأذى.
يميل بعض الأطباء للاعتقاد بأنه يجب تقليل وقت الراحة في الفراش، وأنّ بعض النساء سيكنّ أفضل حالاً بتقييد مستوى نشاطهن، والتقليل من عملهن، وتجنب رفع الأثقال والوقوف لفترات طويلة، والراحة لبضع ساعات كل يوم.
خلاصة القول هي أن هناك حاجة ماسة إلى المزيد من البحث العلمي الجيد، وحتى يحدث ذلك، فهناك اختلاف بين الأطباء حول متى وكيف يقومون بالتوصية بالراحة في الفراش.
كيف يمكن للراحة في الفراش أن تكون ضارة؟
قد تكون الراحة في الفراش لها أثر سيء على صحتك، إذ أنّ ودجودك في السرير لفترات طويلة، قد يزيد من خطر الإصابة بتجلطات الدم. (في بعض الحالات، قد يصف الطبيب عقار الهيبارين للمساعدة في منع التجلطات). قد تعانين من الأرق أيضاً، وتغيرات في التمثيل الغذائي وفقدان العظام والأوجاع والآلام.
وما هو أكثر من ذلك، أنه وعند عدم قيامك باستخدام عضلاتك وقلبك ورئتيك بأنشطتك المعتادة، فإنها تفقد قوتها، مما يجعلك ضعيفةً ومتعبةً للغاية. وقد تستغرقين عدة أسابيع لاستعادة قوتك بعد انتهاء فترة الراحة الموصى بها، مما يجعل من الصعب عليك رعاية المولود الجديد.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب الراحة في الفراش ضائقة مالية لك ولعائلتك، إذ قد تضطرين إلى التوقف عن العمل في وقت أقرب مما كنت تخططين أو العثور على شخص لرعاية أطفالك. إذا كنت على فراش كامل ، فستحتاجين إلى الاعتماد على الآخرين في كل شيء ، بما في ذلك تقديم الطعام لك وأي شيء آخر تحتاجيه.
وفي النهاية، قد يكون ملازمتك للسرير أمراً مرهقاً جداً، إذ قد يكون للملل والعزلة اللذين تشعرين بهما أثراً سلبياً على صحتك النفسية.